في الأشهر الأخيرة، تصدرت قائمة الاستماعات على Spotify فرقة موسيقية غير معروفة. لكن، هذه الفرقة لا تشارك في أي حفلات حية ولا يجري أعضاؤها أي مقابلات صحفية، بل إنها لا تضم أي موسيقيين من الأساس. كل أعمال الفرقة، من الألحان إلى الكلمات والغناء والتوزيع الفني البصري، من إنتاج ذكاء اصطناعي متطور بإشراف بشري.
هذا المشروع انطلق في يونيو 2025. في أقل من ستة أسابيع، تمكّن من نشر ثلاثة ألبومات استقطبت ملايين المستمعين عبر منصات البث. "The Velvet Sundown" على استفزاز تصورات المتلقي بشأن معنى الإبداع الفني وحدوده، بتصميم صوتي مستوحى من السبعينات وهويات بصرية جذابة.
نجاح الموسيقى المنتجة بالذكاء الاصطناعي أثار مخاوف في قطاع الموسيقى حول مستقبل حقوق التأليف والدخل الفني. تقديرات محدثة إلى احتمال خسارة ربع مداخيل الفنانين بحلول 2028 مع تصاعد المحتوى التوليدي، ما يمثل تحولًا في اقتصاد الموسيقى. هذه الوفرة الرقمية دفعت منصات مثل Deezer لتطوير خوارزميات تحدد الأعمال المنتجة كليًا من طرف الذكاء الاصطناعي، وتمييزها أمام الجمهور.
يرى البعض أن انتشار هذه الظاهرة يعزز الحضور الرقمي على حساب القيمة الإنسانية للإبداع، بينما يعتبرها آخرون دليلا على إمكانيات فنية جديدة وتطور طبيعي لصناعة كانت دائمًا مرتبطة بالتكنولوجيا. الجدل ما زال قائمًا: هل تكفي جودة المنتج لجذب المستمع أم أن الخلفية والهوية تظلان ركيزة جوهرية لقيمة العمل؟ واقع "The Velvet Sundown" يشير إلى أن معايير التقييم تتغير بوتيرة متسارعة، وأن الذكاء الاصطناعي في طريقه لتغيير الثقافة السمعية عالميًا.