كشفت دراسة جينية حديثة أجريت على خصلات من شعر الموسيقار لودفيغ فان بيتهوفن حقائق مثيرة عن صحته وتاريخ عائلته. وأظهر التحليل الجيني، الذي نُشر في مجلة "كارنت بيولوجي"، إصابة بيتهوفن بفيروس التهاب الكبد B، إلى جانب استعداد وراثي لأمراض الكبد.
وحدد الباحثون وجود جينات PNPLA3 و HFE المرتبطة بمشاكل الكبد، والتي تفاعلت سلباً مع عادات شرب الكحول لدى بيتهوفن. واستند التحليل إلى خمس خصلات شعر موثقة تعود للسنوات السبع الأخيرة من حياته، محققاً بذلك رغبته التي عبر عنها عام 1802 في كشف أسباب مرضه بعد وفاته.
ويشير وجود الحمض النووي لفيروس التهاب الكبد B في عينات الشعر إلى إصابته بالعدوى في الأشهر الأخيرة قبل وفاته. وشكل هذا الاكتشاف، مع استعداده الوراثي لأمراض الكبد وإدمانه الكحول، تفسيراً منطقياً للمرض الكبدي الحاد الذي أودى بحياته عام 1827 عن عمر 56 عاماً.
أما فقدان السمع الذي عانى منه بيتهوفن، فلا يزال لغزاً طبياً معقداً. وتشير الدراسات إلى احتمال مساهمة التسمم بالرصاص في تدهور سمعه، إضافة إلى عوامل وراثية وبيئية أخرى. وكشف التحليل الجيني أيضاً سراً عائلياً يتعلق بعلاقة غير شرعية في جانب والده، مما يضيف بعداً جديداً لتاريخ عائلة بيتهوفن المعقد.