البودكاست والراديو… الأصوات تستعيد قوة التغيير

أضيف بتاريخ 07/10/2025
منصة المَقالاتيّ

يعود الراديو بمفهوم جديد عبر موجات البودكاست لينافس بقوة على انتباه الجمهور، خصوصًا في أوساط الشباب ومستهلكي المعرفة السريعة والمرنة. لم يعد الراديو جهازًا كلاسيكيًا على طاولة المطبخ أو داخل السيارة فقط، بل تحوّل إلى تجربة رقمية جامعة بين المضمون العميق والسهولة في الوصول.



يمتاز البودكاست بكونه مساحة فريدة تسمح للأصوات بأن تستعيد مكانتها في تشكيل النقاش العام والثقافة اليومية. اليوم، أصبح بإمكان أي شخص، من أي مكان، أن يطلق برنامجه ويتشارك أفكاره وقصصه وتحقيقاته مع جمهور عالمي. هذه الديمقراطية الصوتية فتحت الباب أمام محتويات متنوعة تتراوح بين السرد القصصي، والتحليل الصحفي، والطرح العلمي أو الأدبي، حتى البرامج الساخرة العابرة للحدود.

الإذاعات الكلاسيكية بدورها لم تتوقف عند البث التقليدي، بل رأيناها تنشئ قسمًا خاصًا للبودكاست أو حتى تشارك في إنتاج قصص ومسلسلات وأنواع سردية جديدة مستفيدة من تفاعلية التكنولوجيا الحديثة وميزة الاستماع عند الطلب. مزجت بذلك بين قوتها في التحرير المهني وخبرتها، ومرونة البودكاست في استهداف جمهور متخصص وبناء مجتمعات رقمية حول البرامج والمواضيع.

تُظهر الإحصائيات العالمية ازديادًا واضحًا في نسب الاستماع للبودكاست، حتى في البلدان النامية، إذ يبحث المستخدم العربي خصوصًا عن محتوى يُخاطب واقعه بلغته ويقدّم له المعرفة أو الترفيه بلمسة محلية وبصوت قريب منه. من خلال البودكاست، وجد كثير من الصحفيين والمبدعين المغاربة والعرب مساحة للتحرر من القوالب الصارمة ولتجريب أنماط جديدة في السرد الإعلامي.

هذه العودة القوية للصوت لم تؤثر فقط على مستقبل الصحافة الرقمية، بل تعيد رسم العلاقة بين الجمهور والمعلومة: فالصوت يُعيد الحميمية والدفء ويوفّر مساحة أكبر للتأمل والفهم بعيدًا عن الإلهاء البصري والسرعة المفرطة للفيديوهات القصيرة.