دعوات البودكاست المزيّفة... سلاح جديد في يد مجرمي الإنترنت

أضيف بتاريخ 08/25/2025
منصة المَقالاتيّ


أصبحت الدعوات إلى المشاركة في البودكاست من أكثر الأساليب انتشاراً لاستهداف الشخصيات المؤثرة ورجال الأعمال في العالم الرقمي اليوم. في السنوات الأخيرة، استغلّ مجرمو الإنترنت الطفرة الإعلامية التي تشهدها برامج الحوار الصوتية والفيديوية، ليطوروا أساليب احتيال متقدمة يصعب على الكثيرين اكتشافها رغم الطابع الاحترافي الظاهري. تبدأ القصة برسالة بريد إلكتروني تحمل اسم منصة بودكاست شهيرة، تعرض المشاركة في مقابلة إعلامية ضمن حلقة تجمع نخبة من قادة الرأي، وتعرض في نفس الوقت مكافأة مالية مغرية، لتبدو الدعوة فرصة لا تُفوّت للظهور والتأثير.

ورغم أن الرسالة تبدو في ظاهرها رسمية وتستخدم أسماء وشعارات مألوفة، إلا أن الهدف الحقيقي يكمن في اختراق النظام الرقمي للضحية. غالباً ما يطلب القائمون على تلك الدعوات إجراء مكالمة فيديو إعدادية قبل التسجيل، ويتذرعون بأعطال في المعدات أو مشاكل تقنية في الصوت أو الصورة. وتحت ذريعة الدعم الفني، يُطلب من الضحية مشاركة شاشة الكمبيوتر أو حتى تثبيت برامج خارجية تمنح للمهاجمين سيطرة كاملة على الجهاز. هنا يتحول اللقاء الافتراضي إلى مصيدة رقمية تُمكّن المحتالين من سرقة بيانات الحسابات والملفات الحساسة، وتغيير كلمات المرور للوصول إلى مزيد من المنصات المرتبطة بأنشطة الضحية المهنية والشخصية.

وقد تشكل هذه الهجمات خطورة بالغة على الشركات، خاصة عند استهداف مدراء التنفيذ، حيث يستخدم المهاجمون هذه الفرصة للانتقال إلى الأنظمة الداخلية للمؤسسات وسرقة معلومات سرية أو تهديد أمن البيانات. لهذا، ينصح خبراء الأمن السيبراني بالتعامل الحذر مع أي دعوة غير متوقعة، ويجب التأكد دائماً من هوية المرسل، وعدم السماح لأي جهة غير موثوقة بالوصول إلى الجهاز أو الحسابات الخاصة تحت أي ظرف.

في ظل هذا التصاعد في أساليب التصيد الرقمي، يتولى الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في تحسين أدوات مكافحة الاحتيال، حيث توظف المنظمات حلولًا تكنولوجية تراقب الأنماط السلوكية وتكشف الهجمات في مراحلها المبكرة. ومع ذلك، تبقى العامل البشري هو الخط الدفاعي الأكثر فعالية؛ فالتوعية المستمرة والتدريب على الكشف عن العلامات المريبة يظلان حجر الأساس لحماية الأفراد والشركات أمام موجة الهجمات الرقمية المتجددة، خاصة في عالم الإعلام الرقمي ومنصات البودكاست التي أصبحت ساحة متجددة لصراع الأمن السيبراني.